35 عاماً مرت على جريمة قتل 3 عناصر من الوحدة الايرلندية العاملة ضمن قوات الطوارىء الدولية، اليوم وبعد مرور هذه السنوات فتحت العدالة اللبنانية هذا الملف الذي لم يتم تحريكه من قبل الحق العام اللبناني او من قبل الدولة الايرلندية وقوات الطوارىء. الا ان الصدفة شاءت ان يكون توقيف العميل السابق للمخابرات الاسرائيلية جورج كمال مخول عام 2005 بداية لكشف خيوط هذه الجريمة حين كشف الاخير عن دور محمود بزي الملقب بـ«محمود انيسة» وهو لقب اكتسبه وفق ما افاد بعد زواجه من امرأة من بلدة كونين حيث جرت العادة بتلقيب الزوج باسم والدة زوجته، بقتل الجنود وقد حوكم مخول وخرج من السجن ليسافر الى الولايات المتحدة وفي هذه الاثناء ادعت النيابة العامة التمييزية على بزي وفي تلك الاثناء (اي عام 2005) علمت السلطات الايرلندية بالامر وتسلموا الملف من الخارجية اللبنانية وبدأوا بعملية بحث عن «محمودا نيسة» حيث تبين انه يقيم في الولايات المتحدة، عندها قامت السلطات هناك بالتحقيق معه على مدى 3 سنوات من 2008 الى 2010 وقد شارك الايرلنديون الـFBI بهذا الامر حيث تبين ان بزي دخل الى الولايات المتحدة بجواز سفر مزور عندها تم ترحيله الى لبنان عام 2015 وبعد مراسلة مفوض الحكومة تم الادعاء عليه امام قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا الذي اتخذ قرارآً باقفال الملف بسبب سبق الملاحقة وفق ما افاد به وكيل بزي المحامي صليبا الحاج الذي اكد البارحة خلال استجواب الشاهد مخول بان دعوى الحق العام اصبحت ساقطة بمرور الزمن العشري كون الفعل حصل عام 1980 لكن رئيس المحكمة العسكرية الدائمة العميد الركن الطيار خليل ابراهيم طلب من الدفاع التقدم بطلب خطي في ما خص هذا الامر.

بزي الذي احضر امام المحكمة تجاوز السبعين من عمره لكنه ما زال قوي البنية وصاحب صوت جهوري استمد منه القوة ليؤكد عدة مرات انه لم يقتل الجنود على الرغم من اعترافاته السابقة بالمسؤولية الامنية التي اولاه اياها الاسرائيليون يوم كان سعد حداد قائداً «لجيش لبنان الحر» كما سماه بزي.

بزي الذي اكد انه لم يكن في مكان الجريمة انما استدعي بعد حصول الامر وهو كان في حسينية بنت جبيل، فتوجه اليه العميد قائلاً ان هناك معلومات وصلته عن طلب احد الجنود منه الرحمة و«ترجاه» ان لا يقتله مظهراً له صورة ولديه.

اما الشاهد جورج كمال مخول الذي اكد معرفته ببزي الذي كان مسؤولاً امنياً يرافقه عدد من المسلحين وقد قتل شقيقه ابن الـ20 عاماً برصاصة اطلقها جندي ايرلندي خلال تفريق تظاهرة في الطيري وبسؤاله عن حادثة مقتل الجنود اكد انه كان في الثكنة مع سعد حداد عندما وصلتهم اخبار اشكال في مارون الراس مع جنود قوات الطوارئ فتوجه الى المكان مع حسين عبد النبي وفوزي الصغير و3 آخرين فوجدوا الجثث في المهنية بينما كان محمود واقفا في مسرحها لكنه لم ير السلاح بيده، وحامت الشكوك حوله لانه اراد الانتقام من مقتل شقيقه وبسؤاله للمرة الثانية ان رأى محمود يحمل السلاح اكد انه عندما وصل كان السلاح على الارض، هذا الامر دفع بالعميد الى سؤاله عن الافادة التي يؤيدها خصوصا انه كان سبق له ان افاد انه رأى بزي يحمل كلاشينكوف وهو غادر المكان بحثا عن الجنود الاربعة الباقين الذين فروا وفق ما سمع من النوافذ حيث تمكن من العثور على 2 اوصلهما الى بيت ياحون.

اما بزي فهو عاد ليؤكد ان سعد حداد طلب منه المجيء الى الثكنة وتم تهديده من قبل الاسرائيليين للاعتراف بالجريمة ثأرا لاخيك، وتوجه الى العميد بالقول «والله والله اقسم بالله» ان ما قلته هو الحقيقة وان الاسرائيليين هم من قاموا بهذا العمل، هل تريد ان «تعلق لي المشنقة» لماذا لا تلاحقون قصة اخي اليس لبنانيا مثلك. فقال له العميد انت من عليك تقديم الدعوى. اما عن تواصلهم مع قوات الطوارئ فهو اكد انه لا يستطيع التحدث بلغتهم وهو لا يستطيع تمييز جنسياتهم انها يعرف ان هذا ابيض وذاك اسود.

اما مخول فقد عاد ليؤكد ما تم تداوله في المنطقة على ان مرتكب الجريمة هو بزي وخصوصا انه عندما كان برفقة سعد حداد وصلهم خبر خطف الايرلنديين عند منطقة مارون الراس. فقال لهم حداد «شوفوا محمود احسن ما يعمل شي، لحقوا قبل ما يغلط».

ولفت محمود الى ان الاسرائيليين ابدوا نزعاجهم من قوات الطوارئ وطلبوا منه مضايقتهم وهذا ما حصل في الطيري حيث قتل شقيقه لكنه يقسم ان لا دخل له في الامر، وهنا توجه بزي الى مخول قائلا كانوا اثنين كيف رأيت انهم ثلاثة عندها طلب العميد تدوين ما قاله متوجها اليه هذا دليل على ادانتك فاعترض وكيله على هذا الامر وقد تقرر سماع افادة الجندي الايرلندي الذي نجا من الحادثة خصوصا ان الدولة الايرلندية ارسلت كتابا تبدي استعدادها لارسال الشاهد واحد الصحافيين والجندي صبحي بزي وقد طرح النائب العام المفوض لدى المحكمة القاضي داني الزعني على الشاهد مخول عدة اسئلة منها الوضع النفسي لبزي في مكان الجريمة، حيث اكد مخول انه كان منفعلا.

اما السؤال الثاني فهو حول ما اذا تم التداول بأن بزي سيثأر لشقيقه اجاب «بساعتها لا». وبسؤاله عن الرواتب التي كانوا يتقاضوها اجاب 100$ ولكنها لا يعلم ان كان راتب بزي اعلى . والسؤال الاخير كان بعد رؤيته بزي وهو منفعل ماذا حصل قال مخول انه غادر المكان بحثا عن الجنود الباقين لكن ما يعرفه ان سعد حداد امر الجلبوط بالذهاب الى المكان قائلا له «اذا محمود عملها بتقلوا ارمي سلاحك» اما بالنسبة لوضع الجنود الذين استطاع انقاذهم فهو لم يستطع التحدث اليهم لجهة اللغة اضافة الى انهم كانوا مذعورين نافيا ان يكون قد حصل اي اطلاق نار من قبل قوات الطوارئ انما ما علم به هو انهم تعرضوا لكمين وادخلوا الى المهنة وتمت تصفيتهم وقد ارجئت الجلسة الى 25/11/2015 لسماع افادة الشهود ولتمكين الدفاع من الاطلاع على الكتاب الوارد من ايرلندا.